تعتزم شركة “ديجيتال صناعاتلار”( الفنون الرقمية) التركية، إنجاز فيلم يتحدث عن قصة جاسوس القرن التركي “إلياس بازنا”، الذي كان يسرّب المعلومات والوثائق البريطانية لألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
ويتزامن إنتاج الفيلم الذي يحمل اسم “شيشيرو”، مع أزمة يشهدها العالم حول قضية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج “سيرغي سكريبال” في بريطانيا.
والفيلم من إخراج “سردار أقار”، وإنتاج “مصطفى أوصلو” الذي حقق شهرة عالمية بفضل إنتاجه فيلم “آيلا” الذي يستند إلى قصة حقيقية ومؤثرة لروابط وثيقة بين تركي من المحاربين القدامى وطفلة كورية، فيما يتولى الممثل التركي “أردال بشيكجي أوغلو” تجسيد دور الجاسوس الملقب باسم “شيشيرو”.
وعقب مقطع ترويجي للفيلم جرى في إسطنبول، أكد أوصلو أنهم أنجزوا مشروعًا قيّمًا ورائعًا للغاية، وأنهم اكتشفوا أمورًا عديدًا مع تعمقهم في قصة الجاسوس.
وقال “سيكون فيلمًا ضخمًا، إذ أن إنتاجه كبير، وإن شاء الله نفكر بأن يبدأ عرضه في الخامس من يناير/ كانون الثاني المقبل”، لافتًا أن ممثلين أجانب يلعبون أدوارا في الفيلم لضرورات السيناريو.
وأشار أنهم يجرون محادثات حاليًا مع العديد من الممثلين الأجانب، ومن أبرزهم الممثلة الإيطالية الشهيرة “مونيكا بيلوتشي”.
وأضاف ” عندما تتعمقون بالحكاية، سيتبادر إلى أذهانكم سؤال، هل بالفعل تركي قام بذلك؟ وغيّر مصير الحرب العالمية الثانية، فهذا ما ستشاهدونه”.
واعتبر أن فيلم “شيشيرو” ثمينٌ للغاية لعدم وجود مثيل له في العالم، وقال “لا يوجد بطولة مثل هذه، بالأساس هي قصة بطولة وليس جاسوس، وسترون ذلك عندما تشاهدون الفيلم”.
وبيّن أن قصة الفيلم تهم البلدان الأوروبية وأبرزها بريطانيا وألمانيا وليس تركيا فقط.
وأشار أوصلو إلى أنه لأول مرة ستجتمع في فيلم تركي واحد شخصيات الزعماء: وينستون تشرتشل (البريطاني)، وأدولف هتلر(الألماني)، وجوزيف ستالين (السوفيتي)، و فرانكلين روزفلت (الأمريكي)، وعصمت إينونو (شغل منصبي رئيس تركيا وحكومتها سابقًا).
ونوه إلى أن التاريخ التركي يضم قصص عديدة لأبطال، وأضاف بهذا الصدد، “حقيقًة شيشيرو بطول وشخصية رائعة، اسمه والاسم المستعار ومسيرته بعد الحرب كلها مثيرة للاهتمام”.
واستطرد بالقول، ” رفع شيشيرو دعوى ضد الحكومة الألمانية في محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، لأنه تجسس لصالحها بالمقابل أعطته نقودًا مزيفة إزاء ذلك، وفاز بتلك القضية”.
وأوضح أنه لم يركّز أي فيلم تناول الحرب العالمية الثانية على موضوع “عمليات T4″، قائلًا ” ولكن نحن رأينا أن عمليات “T4” أبعد من إبادة النازيين لليهود، فقد كانت وحشية كبيرة، إذ قتلوا عبر الحقن، أطفالهم والمرضى ومصابي متلازمة داون، والتوحد، وحتى من لا يسمع بإحدى أذنية، وقالوا عن ذلك عمليات “T4”.
وبيّن أن النازيين كانوا يقومون بذلك بهدف جعل عرقهم صافيا وأصيلا، وأكد أنهم سيعرضون في دور السينما لأول مرة قضية عمليات “T4” في فيلم يتحدث عن الحرب العالمية الثانية.
وشدد أوصلو أن الفيلم سينافس أفلام هوليوود، وأن ميزانيته تبلغ قرابة 20 مليون ليرة تركية (5 ملايين دولار)، مؤكدًا أن الفيلم سيلقى صدًا في العالم أكثر من فيلم “آيلا”.
من جانبه، أشاد بطل الفيلم “أردال بيشيكجي أوغلو”، بأوصلو، وأعماله، وقال “متحمسون للغاية من أجل إنجاز المشروع، وأتمنى أن أفي الدور حقه”.
أمّا المخرج، سردار أقار، فأوضح أن تصوير مشاهد الفيلم التي ستبدأ في مايو/ آيار المقبل بالعاصمة الألمانية برلين، والمجر وإسطنبول وأنقرة، ستستمر 8 أسابيع.
تجدر الإشارة إلى أن بازنا بدأ أنشطة التجسس لصالح ألمانيا ضد بريطانيا أثناء عمله كحاجب في السفارة البريطانية بالعاصمة التركية أنقرة، ولقبه الألمان باسم مستعار هو “شيشيرو”.
الأناضول