يحظى السياح الذين يرتادوه بفرصة مشاهدة أجمل المناظر الطبيعية، لما تحتويه المناطق التي يمر بها من طبيعة خلابة، وأماكن تاريخية تعود إلى “الحضارة الإيونية القديمة”، ما يجعلهم في رحلة عبر التاريخ تمتد لـ 8 آلاف عام، حيث كانت تلك الحضارة.
إنه طريق “إفيس ـ ميماس” بولاية إزمير غربي تركيا، الذي يشكل إجمالي طوله مع الطرقات الفرعية المرتبطة به قرابة 709 كيلومترات.
وتشكل الطرقات الواصلة بين كل من المدن الأثرية الست: إفيس، وكولوبهون، وليبيدوس، وتيوس، وكلازوميناي، وإريثراي، العمود الفقري لهذا الطريق.
ويبدأ طريق “إفيس ـ ميماس” من أمام معبد أرتيميس التاريخي بمنطقة سلجوق، ليمر بكل من مناطق مندريس، وسفري هيسار، وغوزيل باهجة، وأورلا، وجيشمة، لينتهي عند مدينة “كارا بورن”، أو “ميماس” كما كانت تعرف قديما.
وتتضمن الوجهة بين المدينتين طرقات متنوعة، فمنها الإسفلتية، والترابية، والرملية، وطرقات المشاة، أو الطرقات المارة وسط المدن الأثرية القديمة، حيث تتيح لهواة الطبيعة في فصل الربيع خصوصا، فرصة الاستمتاع بمشاهدة أكثر من 100 صنف من الأزهار والأعشاب البرية، فضلا عن أشجار الفاكهة.
ويساهم اختلاط ألوان الطبيعة الخضراء بزرقة مياه البحر، وهبوب الرياح اللطيفة من جهة بحر إيجة، في إزالة كافة مشاق ومتاعب هواة الطبيعة والسياح خلال الرحلة بين المدينتين.
كما يمكن مصادفة بعض المزارعين في القرى خلال مسار الرحلة ممن يحاولون بيع المحاصيل الزراعية التي ينتجونها بأنفسهم.
ويحظى السياح في المنطقة الواصلة بين “إيجميلير” ومدينة “كلازوميناي” الأثرية، بفرصة المشي وسط أشجار الزيتون والغابات، والاستراحة والاستمتاع بشرب كوب من الشاي في القرى الصغيرة المنتشرة على طول الطريق.
وعلى بعد 16 كم من منطقة أوزبك، يمكن للمشاة تسلق مرتفع على علو 200 متر، ومشاهدة ميناء أورلا، وجزيرة كارانتينا.
وتتضمن مدينة كلازوميناي الأثرية أقدم معصرة زيتون كبيرة الحجم، يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس قبل الميلاد.
وفي المنطقة بين مدينة إفيس الأثرية و”باموجاك” توجد بقايا معبد أرتيميس، والذي يعتبر واحدا من عجائب الدنيا السبع.
وبعد المرور من أمام مغارة “يدي أويورلار” والتجول وسط حدائق الفاكهة، يتم الوصول إلى الباب الجنوبي لمدينة إفيس الأثرية، حيث يتسلق هواة الطبيعة هناك إلى أسوار إفيس، ويستمتعون بمشاهدة المدينة و”دلتا كوتشوك مندريس” بمنظور عين الطائر.
وبالتوجه من إفيس نحو البحر، يتم الوصول على بعد 6 كم شمالا إلى ساحل باموجاك الممتد على مسافة 5 كم.
وقال نائب رئيس الاتحاد التركي لرياضات التسلق أرطغرل توغاي، إن طريق “إفيس ـ ميماس” احتل مكانة هامة في عمليات التجارة والتبادل الثقافي بين الدول المستقلة التي أنشأها الإيونيون عبر التاريخ.
وأضاف أن الاتحاد أطلق مشروع “وجهة إفيس ـ ميماس الثقافية” بهدف استغلال الطريق القديم بالمنطقة في مجال السياحة، والمساهمة في تنمية التجمعات السكنية الموجودة على الطريق.
وأردف: “هدفنا من إعداد هذا المشروع هو تسليط الضوء على المدن الإيونية الست الموجودة في شبه جزيرة إزمير، حيث تمت إضافة مسارات لركوب الدراجات الهوائية، وإنشاء وجهات طرقات ذات موضوعات تشمل الزيتون وكروم العنب والبحر على الطريق التاريخي القديم هنا”.
وأشار إلى أنه تم وضع لوحات طرقية وتحديد اتجاهات على مسار “إفيس ـ ميماس” بشكل يتوافق مع المعايير الدولية، لافتا إلى أن الطريق يتضمن 49 مسارا مختلفا، ويبلغ طوله الإجمالي 709 كم.
من جانبها، قالت ياسمين داغ أتشار، وهي مشاركة في جولة مشي بالمنطقة، إنها تزور المنطقة منذ 20 عاما، مضيفة أن هذا النوع من الأنشطة يساهم في تنمية الشعب المحلي.
بدوره، أفاد خليل دمير المشارك أيضا في الجولة، بأن طريق “إفيس ـ ميماس” يعتبر من الوجهات النادرة التي تتضمن مناطق طبيعية وتاريخية جميلة في آن واحد.
الأناضول