تركيات عشقن العربية فتفوقن على الناطقين بها
في سابقة هي الأولى من نوعها في البلدان العربية، فازت أربع طالبات تركيات بالبطولة الدولية لمناظرة المدارس باللغة العربية التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة في نهاية أبريل الماضي.
الوفد التركي المكوّن من أربع طالبات، تمكنّ من إحراز المركز الأول في البطولة التي شاركت فيها 15 دولة عربية من أصل 50 دولة حاضرة بالبطولة.
وأقيمت البطولة في الدوحة بين 7 و11 أبريل/ نيسان الماضي، بتنظيم من “مركز مناظرات قطر”، والذي تأسس عام 2008، بهدف نشر ثقافة المناظرة في دول العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
فاتح شن أوجاك، مدير ثانوية “إزميت محمد عاكف أرسوي”، الشرعية، والتي تضم الطالبات الأربع، قال للأناضول، إن مدرسته فازت بمناظرة اللغة العربية التي جرت على مستوى تركيا العام الماضي، ما أهّلها لتمثيل البلاد في المناظرة الدولية بدولة قطر.
وأضاف أوجاك، أن طالباته تمكّن من تحقيق الفوز على طلبة الدول الأخرى، بما فيها الدول العربية، في 10 مناظرات شهدتها البطولة، ليُتوّجن باللقب الدولي في النهائي.
وأشار أن طالباته عُدن إلى البلاد كبطلات للعالم، بعد تمثيل تركيا بالشكل الأمثل في البطولة، معربا عن اعتزازه وافتخاره بهذا “النصرالتاريخي”.
ولفت أن معظم الدول العربية كانت مشاركة في البطولة، فضلا عن دول أخرى مثل إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والسويد، وسويسرا، والولايات المتحدة، وروسيا، إلى جانب دول من الشرق الأقصى.
وتابع: “تحقيق تركيا للمركز الأول أثار دهشة واستغراب الدول العربية على وجه الخصوص، وممثلوا بعض الدول وجدوا صعوبة في تصديق أن الطالبات الفائزات لسن عربيات”، حيث قال: “سألني البعض منهم هل أنت متأكد بأن طالباتك ليسوا عربا؟!!”
وأشاد مدير ثانوية “إزميت محمد عاكف أرصوي” الشرعية للأئمة والخطباء، بتشجيع معظم الدول لتركيا في البطولة وفرحتها بتحقيق المركز الأول.
وأوضح أن أجمل هدية وصلتهم بعد الفوز كانت اتصال الرئيس رجب طيب أردوغان، لتهنئتهم على هذا الإنجاز التاريخي.
من جهتها، إيمان علوان سماقية، معلمة الفريق وهي من أصل سوري، قالت إنها لجأت من حلب إلى تركيا قبل نحو 4 أعوام، برفقة زوجها وأطفالها.
وأضافت سماقية، أن مهنتها الأصلية هي المحاماة، إلا أنها تعمل كمعملة للغة العربية في ثانوية “محمد عاكف أرسوي” التي تدرس بها الطالبات الفائزات.
وتابعت: “تحقيق الفوز لم يكن سهلا حيث عملن ليلا نهارا لإحراز هدفهن، والأهم من ذلك هو أن معظم الدول شاركت بطالبات لغتهن الأم العربية بما فيها الدول الغربية مثل تشيكيا وألمانيا، لذلك كان علينا العمل والتحضير أكثر لأن فريقنا مكون من طالبات أتراك”.
بدورها، آسيا أسودة كوموت (17عامًا)، وهي إحدى الطالبات الأربع الفائزات، وطالبة في الصف الثالث الثانوي، قالت إن مواضيع المناظرة كانت كثيرة للغاية، وأنهن عملن بجد كبير خلال تحضيراتهن.
وأضافت كوموت، أن منافستهن لطالبات عربيات بعث الخوف في نفوسهن بالبداية، إلا أنهن تمكنّ من اكتساب الثقة بالنفس بعد تحقيقهن الفوز بالمرحلة الأولى من البطولة.
وأعربت عن سعادتها الكبيرة بهذا الفوز، والاستقبال الحافل الذي لقينهن لدى عودتهن إلى تركيا.
أما إسمان كوتان (18عامًا)، الطالبة في الثاني الثانوي، أوضحت أنهن استعددن جيدا للبطولة، حيث جمعن معلومات عن مواضيع المناظرات، ومن ثم ترجمنها إلى العربية لحفظها.
وأردفت بأن الجو العام في قطر كان رائعا جدا، حيث حظين باهتمام كبير هناك لكونهن أتراك، مضيفة “كنا نتحدث إلى الجميع بالعربية، لكن البعض منهم لم يكن يصدق أننا تركيات، ومنهم من سألنا: هل أنتن سوريات؟!”.
الطالبة الثالثة بالفريق، وهي زينب غوكجة (16عاما)، أوضحت للأناضول، أنهن عملن بجد كبير ليلا ونهارا خلال الاستعداد للمناظرة.
وأشارت رميسة آيدن (16عاما)، إلى أن تمثيلهن لتركيا جعلهن يشعرن بكبر المسؤولية الواقعة على أعتاقهن، ما دفعهن للتحضير جيدا.
وتابعت: “منافستنا لطالبات عربيات بالبطولة زاد من صعوبة مهمتنا، لكن نجحنا في النهاية بفضل الإيمان بالنصر والثقة والعمل الدؤوب”.
وشددت في ختام حديثها على رغبتهن في تمثيل تركيا في مجالات عدة وليس في مجال اللغة العربية فقط، لافتة إلى أنهن حظين باهتمام كبير من الدول الأخرى خلال البطولة.
الأناضول