كبار السن يخطفون الأضواء في المشهد الانتخابي

شكل كبار السن المشهد الأبرز في مراكز التصويت خلال الانتخابات، التي تجري اليوم الأحد، وسط احتدام الجدل حول الهوية التركية.
ولم يغفل المرشحان البارزان في سباق الرئاسة، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان (69 عاما) رئيس حزب العدالة والتنمية الموصوف بالمحافظ، وكمال كليجدار أوغلو (74 عاما) رئيس حزب الشعب الجمهوري الموصوف بالعلماني، احتواء كبار السن، إلى جانب جهودهما لجذب أصوات الشباب.
العزف على وتر “القيم المحافظة”
وفق متخصصين في الملف التركي، فإن حرص أردوغان على تقديم نفسه أمينا على “القيم المحافظة” لتركيا، بخلفيتها العثمانية القديمة، قد يؤمن له جانبا كبيرا من أصوات كبار السن، المعروفين بميلهم للمحافظة.
في هذا الاتجاه، حرص أردوغان، قبل ليلة الانتخابات، على أداء الصلاة في مسجد أيا صوفيا (الكنيسة البيزنطية السابقة التي تحولت لمسجد، وأعاد فيها الصلاة عام 2020) قائلا أمام حشد كبير شاركه الصلاة: “الغرب كله أصيب بالجنون، لكنني فعلت ذلك”.
في يوم الجمعة، افتتح الرئيس التركي مسجدا جديدا في إسطنبول يحمل اسم خير الدين بربروس باشا، وهو من مؤسسي الدولة العثمانية وأسطولها الحربي.
استغل أردوغان الطابع العلماني الذي يشتهر به حزب الشعب الجمهوري المنافس؛ ليثير مخاوف الأتراك خلال حملات الدعاية الانتخابية من أن يحارب كليجدار أوغلو القيم الدينية إن صار رئيسا للبلاد.
مبادئ أتاتورك “المحافظة”
في المقابل، فإن للعلمانيين في تركيا مفهومهم الخاص لـ”القيم المحافظة”، وهي الحفاظ على مبادئ الدولة العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، ويحرص عليها العلمانيون من كبار السن كذلك؛ ولذا توجه مرشح المعارضة لزيارة ضريح أتاتورك قبل يوم من الانتخابات.
توصف هذه الانتخابات بالأشد والأصعب في تاريخ تركيا، وبأنها “معركة بقاء” أمام الرئيس الحالي، في ظل تقارب حظوظه مع أوغلو، وفق بعض استطلاعات الرأي.